شرم الشيخ أرض السلام فى أبهى صورة لاستقبال قادة العالم .. وأعلام الدول ترفرف بالشوارع والميادين

شرم الشيخ أرض السلام وواحة الأمان جاهزة فى أبهى صورة لاستقبال قادة وزعماء ورؤساء دول العالم لتوقيع اتفاق وقف الحرب في غزة… تم رفع درجة الاستعداد القصوى بشرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء أرض السحر والجمال وملتقى الأديان..وتعود شرم الشيخ مرة أخرى إلى صدارة المشهد العالمى حيث تتجه أنظار العالم لمتابعة قمة السلام على أرضها الطيبة برئاسة مشتركة للرئيسين عبد الفتاح السيسى ودونالد ترامب.
وتزيّنت مدينة شرم الشيخ بأعلام الدول المشاركة التي رفرفت على امتداد الشوارع الرئيسية والميادين الكبرى، كما أضيئت مباني وقاعات المؤتمر في مشهد يعكس روح التضامن الدولي ووحدة الهدف نحو تحقيق السلام. كما نُصبت لافتات الترحيب بالعربية والإنجليزية في مختلف أرجاء المدينة، فيما رفعت فنادقها الكبرى درجة الاستعداد لاستقبال الوفود والقادة والمسؤولين المشاركين في القمة، في أجواء احتفالية تعبّر عن مكانة مصر الدولية وقدرتها على تنظيم الأحداث العالمية الكبرى.
الأجهزة الأمنية والإدارية
وفي الوقت نفسه، استكملت الأجهزة الأمنية والإدارية في جنوب سيناء جميع الترتيبات التنظيمية واللوجستية لاستقبال قادة العالم وضيوف مصر، حيث تم تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط مطار شرم الشيخ الدولي ومقار الإقامة ومناطق انعقاد الجلسات، إلى جانب توفير فرق للطوارئ والإسعاف وخدمات النقل والاتصال على مدار الساعة، بما يعكس الجاهزية الكاملة التي تتمتع بها الدولة المصرية لاستضافة الفعاليات الدولية الكبرى بكفاءة واقتدار.
عاصمة السلام
وتُعد مدينة شرم الشيخ، الواقعة في جنوب سيناء على ساحل البحر الأحمر، رمزًا متجذرًا في ذاكرة العمل العربي والدولي المشترك، إذ استضافت على مدار العقود الماضية سلسلة من القمم التاريخية التي أرست مكانتها كـ”عاصمة السلام”.
وشهدت المدينة قمة شرم الشيخ للسلام عام 2000 التي جاءت في أعقاب اندلاع الأحداث في الأراضي الفلسطينية وسعت إلى إعادة إطلاق مسار السلام، كما استضافت القمة العربية الـ15 في مارس 2003 وسط أجواء إقليمية مشحونة على خلفية الحرب في العراق، ثم القمة العربية الـ26 في مارس 2015 التي دعا خلالها الرئيس السيسي إلى تشكيل قوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومي العربي.
وفي فبراير 2019، أصبحت شرم الشيخ أول مدينة عربية تستضيف القمة العربية – الأوروبية الأولى، ثم احتضنت في نوفمبر 2022 مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ (COP27)، الذي أقر إنشاء صندوق الخسائر والأضرار دعمًا للدول النامية المتضررة من التغيّر المناخي، مما عزز مكانة المدينة كمنبر عالمي للحوار حول قضايا السلام والتنمية المستدامة وحماية البيئة.
مصر تستعيد دورها المركزي في هندسة السلام الإقليمي
ويرى مراقبون أن انعقاد القمة الدولية الحالية بشأن غزة في شرم الشيخ يحمل رسالة سياسية واضحة، مفادها بأن مصر استعادت دورها المركزي في هندسة السلام الإقليمي، وأن المدينة التي جمعت زعماء العالم في أوقات الأزمات، مازالت منصة للتهدئة وصناعة الحلول.
موقع شرم الشيخ الجغرافي الفريد
كما أن موقع شرم الشيخ الجغرافي الفريد في قلب سيناء، على مقربة من قطاع غزة، يمنحها رمزية مضاعفة بوصفها نقطة التقاء بين الحرب والسلام، وجسرًا يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، في وقت تسعى فيه القاهرة إلى إطلاق مرحلة جديدة لإعادة إعمار القطاع وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
شراكة استراتيجية عميقة بين مصر والولايات المتحدة
وفي القراءة السياسية، يُنظر إلى اختيار شرم الشيخ بوصفه تعبيرًا عن الشراكة الاستراتيجية العميقة بين مصر والولايات المتحدة، وإقرارًا بقدرة القاهرة على جمع الأطراف المتنازعة في بيئة آمنة ومحايدة.. كما يعكس هذا الاختيار إيمان المجتمع الدولي بالدور المصري كضامن للاستقرار الإقليمي ورسالة إلى العالم بأن السلام الحقيقي لا يُصنع إلا من أرض السلام نفسها، حيث تلتقي الإرادة الدولية مع المبادرة المصرية لتحقيق الأمن والعدالة للشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها.
وتجسد مصر من خلال استضافتها لهذه القمة التاريخية ثبات مواقفها الداعمة للسلام العادل والشامل، وحرصها على توحيد الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، في تأكيد لدورها القيادي في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وإيمانها بأن السلام هو السبيل لتحقيق التنمية والازدهار لشعوب الشرق الأوسط.
حدث تاريخي عالمى
أكد محافظ جنوب سيناء اللواء خالد مبارك جاهزية شرم الشيخ لاستقبال الحدث العالمي مشيراً إلى التنسيق الكامل بين كافة الجهات المعنية والأمنية ومؤسسات الدولة، لضمان نجاح الحدث التاريخي الذي يحظى باهتمام إقليمي ودولي كبير، ويجسد الدور المحوري لمصر في دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.
ووجه محافظ جنوب سيناء خلال اجتماع موسع لمتابعة الاستعدادات النهائية لاستضافة قمة السلام بشرم الشيخ بضرورة توفير أقصى درجات الانضباط وحسن التنظيم لاستقبال الوفود الرسمية والإعلامية المشاركة في هذا الحدث العالمي.
جسر السلام ومركز الحوار
وأوضح أن محافظة جنوب سيناء تواصل أداء دورها الوطني كجسر للسلام ومركز للحوار بين الشعوب، مشيراً إلى أن مدينة شرم الشيخ أصبحت – كما وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي – “أرض السلام ومهد الحوار والتقارب” وواحة للأمان في قلب العالم.
وأكد أن كافة مؤسسات الدولة تعمل في تناغم تام استعدادا لاستضافة هذا الحدث الهام الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط بحضور قادة وزعماء العديد من دول العالم.
المركز الدولي للمؤتمرات
وأوضح اللواء خالد مبارك أن أعمال التجميل والتخطيط والصيانة تمت بالكامل في طريق السلام وأيقونة السلام ومحيط المركز الدولي للمؤتمرات الذي سيستضيف الحدث، مشيرًا إلى أن الجداريات الفنية الجديدة أضفت مظهرًا حضاريًا يليق بمكانة مصر الدولية.
وشدد على أن شرم الشيخ جاهزة دائمًا لاستضافة المؤتمرات والفعاليات العالمية، مؤكدًا أن المستوى الإداري والتنظيمي للمحافظة في أعلى درجاته، وأن التنسيق الأمني يجري على مدار الساعة لضمان خروج القمة في أبهى صورها.
انتشار أمنى على أعلى مستوى
وأكد المحافظ أن هناك خطة تأمين محكمة بالتعاون بين القوات المسلحة والشرطة تشمل انتشارًا أمنيًا ومروريًا مكثفًا في جميع الطرق الداخلية والدولية، إلى جانب تفعيل منظومة كاميرات المراقبة الذكية التي تغطي المدينة بالكامل.
وأضاف أن الأكمنة الثابتة والمتحركة تم تعزيزها استعدادًا لاستقبال الوفود الدولية، مشيرًا إلى أن الإجراءات الأمنية تسير بانسيابية تامة دون التأثير على حركة المواطنين أو السياحة.
رفع حالة الطوارئ بمستشفى شرم الشيخ الدولي
أعلن محافظ جنوب سيناء إلغاء إجازات الأطقم الطبية ورفع حالة الطوارئ في مستشفى شرم الشيخ الدولي وجميع المنشآت الصحية بالمحافظة.
وأوضح أنه تم إعداد خطة تأمين طبي متكاملة تشمل نشر سيارات إسعاف إضافية، ودعم المستشفى الدولي بفرق طبية متخصصة، فضلًا عن تعزيز المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية تحسبًا لأي طارئ، مع تشكيل غرفة عمليات رئيسية للمتابعة على مدار الساعة.
مهد الحوار والتقارب
وعلى أرض الفيروز تزينت مدينة السلام شرم الشيخ لتوقيع اتفاق سلام ووقف محرقة الحرب فى غزة..تلك المدينة التي وصفها الرئيس عبدالفتاح السيسي في تدوينته بتاريخ 9 أكتوبر الجاري أنها “مهد الحوار والتقارب” .. تلعب دورها، الدائم منذ نشأتها، في احتضان قمم السلام، وتشهد هذه المرة توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة بعد عامين من المعاناة.

تاريخ نشأة شرم الشيخ
عام 1968شيدت مدينة شرم الشيخ، عروس سيناء أجمل مدنها وأكبرها، وواحدة من أجمل مدن العالم ملتقى خليجي العقبة والسويس .. الساحرة بمنتجعاتهاالسياحية وقاعاتها الرسمية العالمية.
اختيرت شرم الشيخ للفوز بجائزة منظمة اليونسكو ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية بعد استضافتها العديد من الاتفاقيات والقمم.
في 13 مارس 1996 استضافت شرم الشيخ قمة «المؤتمر الدولي لصانعي السلام» برئاسة الرئيسين السابقين حسني مبارك وبيل كلينتون، بهدف تعزيز عملية السلام وتدعيم الأمن ومحاربة الإرهـ اب.
وجاء مسمى مدينة السلام أيضاً بعدما شهدت توقيع اتفاق «واي 2» بين رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود باراك والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، عام 1999.
وتوالت الاستضافات الداعية للسلام، ومنها مؤتمر قمة شرم الشيخ، فبراير 2005، وأعلن فيه التوصل إلى اتفاق فلسطيني ـ إسرائيلي على وقف العنف ضد الشعبين.
الوساطة المصرية الناجحة
الوساطة المصرية الناجحة في الدعوة للأمن والأمان، لم تتوقف يوماً، ليكتب عام 2025 “سلام جديد وهو “اتفاق شرم الشيخ”، تلك القمة التي توقف نيران الحرب في غزة، لتفتح باب الأمل لإحلال السلام الشامل والدائم فى منطقة الشرق الأوسط.
ويشارك في قمة السلام بمدينة شرم الشيخ وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة قادة وزعماء ورؤساء 22 دولة.
مفاوضات وقف حرب غزة
وبدأت مفاوضات وقف حرب غزة في 6 أكتوبر في مدينة شرم الشيخ، بناء على “خطة ترامب للسلام” التي تضم 20 بندا، وشملت وفودا من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة وقطر وتركيا، مما أدى إلى اتفاق أولي يوم 9 أكتوبر.
ويتضمن الاتفاق إطلاق 48 رهينة إسرائيلية أحياء وأموات مقابل 2000 أسير فلسطيني، ووقف إطلاق نار، وإعادة إعمار بـ50 مليار دولار تمويل دولي.






